بحث هذه المدونة الإلكترونية

انعقاد مؤتمر "الإبادة الجماعية للايزيديين" في مدينة تورونتو الكندية.


بتاريخ 13-12-2015 عقد في (North York Civic Center) في مدينة تورونتو الكندية، مؤتمر عن الجينوسايد الذي تعرض له الايزيديون في 3-8-2014 ، وقد تضمن برنامج المؤتمر محورين اساسيين:
1. التعريف بجينوسايد الايزيديين.
2. سبل حشد الدعم لتقديم المساعدات الانسانية للايزيديين.
المتحدثون في المحور الاول :
1. فكرت إيكرك - رئيس مجلس شنكال في المهجر.
2. ديندار جيجو شيخاني - ماجستير في القانون الدولي لحقوق الانسان والناشط في مجال حقوق الانسان..
3. كازيوا صالح - الاكاديمية في جامعة كوين ورئيسة المنظمة العالمية لمناهضة الجينوسايد.
4. تاماز داسني - رئيس إتحاد الجمعيات الايزيدية في فرنسا.
المتحدثون في المحور الثاني:
1. لوسي اوسيان - رئيسة صندوق الاغاثة الايزيدي في امريكا.
2. فرهاد حسن جندي - العضو في صندوق الاغاثة الايزيدي في امريكا.
3. سيف داود - العضو في صندوق الاغاثة الايزيدي في امريكا.
وقد شارك في المؤتمر العديد من الشخصيات الكندية والعديد من المنظمات المهتمة بتقديم المساعدات الانسانية منها، رئيس اتحاد المنظمات الآشورية السريانية الكلدانية/ كندا، ورئيس إتحاد المنظمات اليهودية/ كندا ، اضافة الى العديد من المشاركين من الولايات المتحدة الامريكية، فرنسا، المانيا، ايطاليا، روسيا، ارمينيا.
وقد تخلل فقرات المؤتمر تقديم فعالية فنية اضافة الى عرض فلم وثائقي عن معاناة الناجين والناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش، واحتياجات النازحين واللاجئين الايزيديين.
تجدر الاشارة الى أن تنظيم المؤتمر قد تم بالتعاون والتنسيق بين صندوق الاغاثة الايزيدي في الولايات المتحدة والبيت الكوردي في كندا.
Toronto: “KONFERANS – GENOSIDA EZIDIYA”
-13ê meha kanûnê 2015-a li dewleta Kanada bajarê Torontoê ji alîyê yektîya “Ezidi Relief Fund” û “Mala Kurda” konfêransek hat li darxistin.
Mijara konfêransê :
1. Naskirina gênosîda êzidîya
2.Alîkarîya merivhîzîyê ji bo penabêren êzidîya
Tevî xebatên konfêransê bûn : serokê “Mecilîsa Şengalê li dîaspora” Fikret Igrek, serokê “Fêdêrasîyona Ezidiyên Fransa” Tamazê Dasinî, serokê assosationa “Laliş” li bajarê Landskrona Swed Dîndar Jejo Şêxanî, akadêmîsîyana Ûnîversîtêta Queen, seroka yektîya “Anti Genoside International”,endema “United Nations Assosations in Canada” Kaziwa Salih, seroka yektîya “Ezidi Relief Fund” Lûsî Ûsoyan, Farhad Jundî û Saive Daoud.
Gelek mêvan ji Dewleten Amêrîkae Yekgirtî, Fransa, Almanya, Italîya, Swed, Rusîya, Ermenîstan hatibûne teglîf kirinê, wusa ji serokê yektîya Asorî- Surîyanî- Kildanîya Medlum Merogî /Kanada/, serokê “Mala kurda” li Torontoê Çeto Wani, endema yektîya cihûya Ilana Shneide /Kanada/.
Konferans ji alîyê Meriwan Kesteyîva hate vekirinê. Ewî razîbûna xwe da hêmû xebatkar û mêvana.
Piştra bi gotera xwe pêşda hat Fikret Igrek, ku ser wan herdu xalên girîng sekinî – naskirina gênosîda êzidîyan, alîkarîya merivhizîyê çawa bighînin wan penaberên serê çîyayê Şengalê. Vekirina qampa li Sinûnê û Xanesorê, avakirina Şengalê, ku miletê êzidî bikaribe vegere ser cî-warê xwe.
Tamazê Dasinî nava axavtina xweda ser girîngîya xwesarîya Şengalê sekinî- û ew halê xirab, ku penaberên êzidî pêwîstîya alîkarîyêne, him li qampên Başûrê Kurdistanê, him jî li Avropaê .
Doktor Kaziwa Salih ser şirova dokûmêntara xwe sekinî, ku bi mehan ewê li nava qampên penabera xebat kiribû, gelek dokument, îzbat, sûret, reportaj berav kiribû raberî konfêransê kir.
Dîndar Şexanî nava gotera xweda ser girîngîya – çawa qîz û jinên êzidîya ji destê çetan “Daesh” derxin, sekinî.
Piştra navberek hate dayînê. Ji alîyê doktorê sazbendîyê Fathî Karakeciliva reqasa “Tawsî melek” û fîlma Hewar Moradî ji alîyê mêvanava bi dilgermî hate pêşwazîkirinê.
Pey navberêra bi axavtin pêşda hatin Farhad Jundî, Saive Daoud, Lûsî Ûsoyan, ku ser girîngya berav kirina alîkarîya merivhizîyê çawa bighînin penaberên êzidîya sekinîn.
Encam hate girtinê0 ,ku protokola vê konfêransê tevî daxwaz û peşnnyaran raberî dewleta Kanadaê bikin.










رؤية في تشكيل المجلس الايزيدي الاعلى.

ديندار جيجو .
إن تشكيل المجلس الايزيدي الأعلى او محاولات تشكيله بالصيغة المبتورة التي تم الاعلان عنها تحمل في طياتها العديد من الأبعاد التي ستؤثر سلباً على الوضع الايزيدي الحالي. فقد كان الايزيديون ينتظرون أن تكون للضرورات والاسباب الموجبة الى تشكيل هذا المجلس دافعاً وعاملاً يؤدي الى قيام مجلس ايزيدي على اسس سليمة وصحيحة.
لقد كانت بداية الفكرة هو ضرورة تشكيل لجنة تحضيرية يراعى في تشكيلها عدة معايير من اهمها المهنية ومراعاة التوزيع الجغرافي للايزيديين سواءاً في العراق أو في خارجه، واعتماد مبدأ الحيادية من الناحية الحزبية والسياسية. ولكن المجلس بصيغته الحالية ، قد تجاهل كافة تلك المطالبات والاسس، لذلك فان هذا المجلس قد اصبح محل انتقاد لاسباب عدة:
- أسس التشكيل: المعروف بأن تشكيل المجالس كحد أدنى وتشكيل حكومات الدول كحد اعلى يرتبط بعوامل الزمان والمكان ويجب ان يكون متوافقاً معها، فما كان مناسباً لفترة زمانية معينة ولمكان معين، ربما لايكون مناسباً لفترة زمانية اخرى.
ففي العصر الحالي عندما تكون الديمقراطية العامل الحاسم في تحديد مدى أصحية او أحقية تشكيل معين، فان هناك مَن يحاول ان يزيح هذا العامل من طريقة تشكيل المجلس الايزيدي الاعلى..
إن الديمقراطية تعني بمعناها البسيط: ان السلطة للشعب يمارسها عن طريق ممثلين يختارونهم بكل حرية. فالمجالس التمثيلية يجب تكون نابعة من الشعب أي انها تبع من القاعدة الجماهيرية صعوداً الى قمة هرم السلطة .. أما فيما يتعلق بالمجلس المرتقب فقد اراد القائمون عليه الاستعانة بطريقة بالية عفا عليها الزمن واصبحت من مواضيع التاريخ السحيق في القدم واعتمادها لادارة أمور مجتمع في القرن الحادي والعشرين وما بعده. وبذلك فقد اراد القائمون على تشكيل المجلس العودة بالمجتمع الايزيدي وبعجلة زمنه الى تلك الفترة الزمنية التي كان فيها المجتمع مقسماً الى عدة طبقات (طبقة النبلاء وطبقة العامة، طبقة العبيد). فالنبلاء كانوا مفروضين على العامة فرضاً ولم يكونوا نابعين منه، وكانوا يحكمون ويقررون بما يعجهم وبما يتفق مع مصالهحم، وما على العامة الا التنفيذ دون نقاش. وهذا بالتاكيد ما لا يقبله عاقل في الوقت الحاضر.
من السمات الاخرى للعصر الحالي ومن عجائبه ايضاً هي المطالبة بالمساواة بين الجميع، فليس هناك سيد وليس هناك عبد له، بل ان الجميع متساوون في الحقوق والواجبات. أما عندنا فان هناك من يريد خلخلة هذه المساواة وانكارها تحت يافطات ترغيبية غريبة كخلق واطلاق تسميات جديدة مثل (الوجهاء وقدوة المجتمع)، وبالتالي فان مفهوم المخالفة يدل على ان البقية هم في مستوى ادنى.
إن محاولة العودة للعشائرية والطبقية واحياء سلطتها في ادارة امور المجتمع هي بلاشك من العلامات التي تهدد وتعرقل عجلة التطور والتقدم وهي تشير الى مدى شدة الاختلال والازمة التي يعاني منها النظام الاجتماعي والسياسي في البلاد، والى مدى الازدواجية التي يعايشها هذا النظام. وطالما عانى المجتمع العراقي من المضاعفات التي نشأت من فقدان نظامه السياسي للشرعية، واضطرار ذلك النظام الى الاستعانة بحبل العشائرية وخلق الفوارق الطبقية لتقوية نفوذه على حساب المواطن البسيط. ولعل هناك العديد من الامثلة التي لاتخفى على القارئ الكريم، على كيفية استغلال النظام السياسي في العراق واستفادته من احياء العشائرية وكيف كان رؤوسائها يعتاشون على معاناة ومصائر البسطاء من ابناء البلد. وكيف كان النظام يقوم باستحداث وخلق أغوات ورؤوساء عشائر جدد لغايات سياسية وحزبية دنيئة كان يهدف اليها، فقد اصبحوا من ضمن التشكيلة الحزبية في المنطقة ومن مسانديها.
-شرعية المجلس: لانريد الخوض في تفاصيل شرعية المجلس من الناحية القانونية، ولكننا سنشير الى مسالة الشرعية الشعبية والواقعية للمجلس. فالمطالبات بضرورة تشكيل المجلس واهمية اتباع الاسس والوسائل السليمة في تشكيل المجلس هي كثيرة، ولكن لدى متابعة الالية والخطوات التي يقوم بها بعض اعضاء المجلس الروحاني لتشكيل المجلس نجد ان البعض من اعضاء الاول قد اهملوا كافة تلك الاراء والتوصيات، بل تم اختزالها باجراءات شكلية لذر الرماد في العيون.
الخشية هنا هو الا يكون الهدف من تأسيس المجلس هو خدمة الايزيديين وقضيتهم، بل على العكس ان يتم استخدام هذا المجلس الجديد على منوال المجالس والتشكيلات السابقة، حيث إن طريقة تشكيله توحي بان الاساس ليس خدمة الايزيدية بل ان هدفه الاساسي هو اخماد الطموح الايزيدي عن طريق اقناع وترضية اعضائه وكسب عطفهم بمختلف الوسائل ولكي يكونوا اداة لتمرير العديد من المخططات واضفاء الصفة الشرعية لتلك المخططات عن طريق ذلك المجلس. فكيف يمكن للمجلس ان يعطي الشرعية لتصرفاته وهو نفسه يفتقد الى الشرعية، فالمعروف بأن فاقد الشئ لايعطيه!!!
- التوقيت: لاشك بأن الظروف الحالية التي يمر بها الايزيديون هي ظروف صعبة واستثنائية لم يعشها الايزيديون على الاقل في القرن الحالي. فالايزيديون يمرون اليوم بفترة عصيبة جدا، حيث إن ثلثي ايزيدية العراق مهاجرون ونازحون عن مناطقهم التي اجتاحها ويسيطر عليها "داعش" ، كما ان جراح الايزيديون لاتزال تنزف دون وجود علامات أو بوادر في الافق لايجاد حل لمشاكل مئات الالاف من الايزيديين، كما  يوجد جزء كبير من الايزيديين حالياً في دول اخرى خارج العراق، اضافة الى الايزيديين المتواجدين اساساً خارج العراق. ومن ملامح المرحلة ايضاً هي انقسام الايزيديين من الناحية السياسية والجيوسياسية، لذلك فلابد ان يكون المجلس حاضناً وشاملاً لكافة الايزيديين بغض النظر عن توجهاتهم وافكارهم وارتباطاتهم الحزبية أو السياسية ومناطق تواجدهم. فمن الضروري اشراك الجميع في اي اجراء أو آلية لتشكيل المجلس اذا اريد ان يكون ذلك المجلس ممثلاً شرعياً لكافة الايزيديين.

الخشية هنا هو ان يتم استغلال هذه الظروف الاستثنائية لتشكيل المجلس الايزيدي الاعلى، والنتيجة ستكون ولادة مجلس بطريقة مشوهة ومبتورة وغير طبيعية لانه سيكون قائماً على أسس غير سليمة وغير حضارية ولن يكون شاملا لكافة الايزيديين، لذلك لن يلقى القبول والرضى ولن يلبي تطلعات وطموح الايزيدية.

الايزيديون هدايا للعيد..



ديندار جيجو .

الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام عن قيام تنظيم داعش بتقديم الفتيات الايزيديات كهدايا لمسابقات رمضان .. فهو ليس بالأمر الجديد في تاريخ الانتهاكات التي تعرض لها الايزيديون. رغم إنني لست مختصاً بالتاريخ ولكنني مهتم بمعرفة كل ما تعرضه له الايزيديون في السابق لمعرفة أسباب الانتهاكات والمجازر التي يتعرض اليها الايزيديون حالياً، لان لدي قناعة تامة بأن هناك حلقات متواصلة بين التاريخ والحاضر ولم تنقطع اوصالها لحد الان.. والدليل هو إن معظم الصراعات التي تحدث في العراق وما جاوره من الدول الاخرى، انما هي امتدادات لحوادث تاريخية حدثت قبل الف سنة أو اكثر .. المشكلة الرئيسية هو إن الكثير من شعوب الشرق الاوسط لازالوا يعيشون حاضرهم في ماضيهم وهو اساس المشكلة التي تعاني منها بلداننا الآن، وما المشاكل والاضطرابات السياسية الا امتدادات للمشاكل والاحقاد التاريخية.
الايزيديون من جانبهم قد عانوا من تلك المشاكل والاحقاد وتعرضوا عبر التاريخ ويتعرضون الى يومنا هذا الى الانتهاكات الفظيعة، ولكن الامر المشين في هذا المجال هو أن بعض الباحثين من الايزيديين ممن ارادوا الخوض في دهاليز التاريخ لم تكن لديهم الجرأة للغوص بأسلوب علمي بحث في تلك المشاكل واسباب تعرض الايزيديين الى حملات الابادة الجماعية، ولم يكن هؤلاء الباحثون أمناء في نقل كل ما كتبته المصادر التاريخية المحايدة وخصوصا الاجنبية منها، وعندما يشيرون الى الاحداث والمجازر التي تعرض لها الايزيديون على ايدي جيرانهم وشركائهم في الارض والتاريخ، فانهم يشيرون اليها باساليب هامشية لاتنقل للقارئ حقيقة ومرارة الاحداث التاريخية ..
لا اريد هنا ان اعيد كل ما اشار اليه المؤرخون الايزيديون في السابق ولكنني اريد ان ازيدهم من الشعر بيتاً ، بالاشارة الى مقتطف بسيط ورد في احد المصادر.. يقول المصدر في اشارة الى حملات الابادة التي تعرض لها الايزيديون:
ابن اخ امير بوتان (يزدان شير) وضع مكافئات على الايزيديين. لقد اعطى 500 قرش الى كل شخص استطاع ان يعطيه رهينة ايزيدية، فقط للاستمتاع بقطع رقبة الرهينة.

الشؤون الايزيدية والتأهيل النفسي..



ديندار جيجو .

نشرت المديرية العامة للشؤون الإيزيدية في إقليم كردستان، خبراً عن قيامها بالتأهيل النفسي لدفعة جديدة من الناجيات الإيزيديات تضم 28 ناجية إيزيدية ، وذلك في اطار عمل مشترك بين المديرية المذكورة ومنظمة CRI الأمريكية، وبأن الناجيات قد خضعن للعلاج النفسي، ولفترات من الترفيه والنقاهة، وبأن المديرية ستقوم بفتح دورات تأهيلية أخرى لبقية الناجيات، حيث يضم ذلك العمل ستة معالجات نفسيات أمريكيات.
إن الامر الذي يدعو للتعجب والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال .. هل ان هذا الخبر يدخل في نطاق الدعاية الاعلامية للمديرية المذكورة ؟؟ أم ان كل طائفة في المجتمع الكوردستاني ستقوم بالاهتمام بعلاج مرضاها بطريقتها وعلى ضؤء قدراتها وامكانياتها؟؟ وإذا كان الجواب بالنفي، فما هي علاقة المديرية العامة للشؤون الايزيدية بالتأهيل النفسي للايزيديين المصابين بامراض نفسية؟؟
على المديرية العامة للشؤون الايزيدية أن تعرف ماهي واجباتها، واذا كانت عاجزة عن تلك الواجبات فلا يمكنها ترقيع اخطائها ببعض الانجازات الهامشية على حساب المساكين الابرياء. فهي ليست بمؤسسة طبية أو صحية لكي تهتم بمن هم بحاجة الى الرعاية الصحية.. فكل حكومة أو دولة يجب ان تعمل بنظام المؤسسات ، والا فان المجتمع سيضيع في مستنقع الفوضى الادارية والمهنية.
المعروف بأن مهمة التأهيل النفسي والمعالجة بكافة اصنافها وفروعها تقع على عاتق المؤسسات الطبية التي تعمل في نطاق وزارة الصحة ، وهي تقدم خدماتها  للمواطن على قدم المساواة وبغض النظر عن دينه أو قوميته أو طائفته.. ومن واجبها الاهتمام بالاشخاص الذين بحاجة الى رعاية صحية بكافة صنوفها سواءاً كانت جسمانية أو نفسية؟؟
وإذا كانت الحكومة عاجزة عن توفير واقامة مؤسسات الرعاية الصحية لمواطنيها!! فماذا يمكن ان نطلق على تلك الحكومة؟؟ أم ان المؤسسات الحكومية ومنها الصحية اصبحت مجرد مؤسسات ديكورية لاتقدم اية خدمات للمواطن ، وإن قدمت اية خدمات فانها تقدمها على اساس جنس المواطن او لونه أو معتقده؟؟ واذا كانت المؤسسات الحكومية قد اصيبت بالفشل، فلماذا يعترض البعض على مسألة ادارة الايزيديين لمناطقهم بذاتهم .. وإذا كان نهج وتفكير المؤسسات  الكوردستانية مبنية على هذا الاساس ، فلا يحق لها ابداً الاعتراض على أي مشروع ايزيدي قائم على ادارة مناطقهم بذاتهم ، حيث سيكون بمقدور الايزيديين ادارة مناطقهم بصورة افضل مما هم عليها الان ، دون ان تكون بحاجة الى منية من أحد..

الايزيديون في المحافل والمؤتمرات الدولية..



ديندار جيجو .
هناك مقولة مشهورة هي انه " لكل مقام مقال"، وهي مقولة موجزة جداً ولها مدلولات عظيمة، ومن تلك المدلولات هو أن أسلوب المتحدث ومضمون حديثه ينبغي أن يعتمد على أمور عديدة، منها مناسبة الحديث والاشخاص الذين يتوجه اليهم الحديث، وكيف يمكن للمتحدث إيصال الفكرة المطلوبة والمفيدة الى من يوجه اليه الكلام. وإذا أردنا تطبيق هذه المقولة على المؤتمرات ، فاننا نقول: بأن لكل مؤتمر عنوان أو أسم وينبغي أن يكون كل ما يطرح في المؤتمر ملائماً مع اجنداته وطبيعته، وإن طرح ومناقشة امور وقضايا تخرج عن نطاق وطبيعة واجندة المؤتمر يكاد لا يكون سوى كلام لايسمن لايغني عن جوع. فهناك المؤتمرات السياسية التي تتناول القضايا السياسية، وهناك التي تتناول القضايا الانسانية، واخرى حقوقية والخ من المواضيع الكثيرة في هذا العالم الشائك الواسع الذي لاتنتهي مشاكله.
وبقدر تعلق الامر ببعض النشطاء الايزيديين وحضورهم للعديد من المؤتمرات التي تعقد لتناول مختلف القضايا والمشاكل التي يعاني منها الايزيديون وخصوصاً بعد الاجتياح الداعشي لسنجار والمظالم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت بحق الايزيديين، فاننا نلاحظ عدم الانتباه الى هذه النقطة المهمة الخاصة بالمؤتمرات وان هذه القاعدة لا يتم مراعاتها دائماً، من الأمثلة الحية على ذلك هو المؤتمر الاخير الذي انعقد في مبنى البرلمان الاوربي في بروكسل للفترة (٢٩ حزيران ولغاية ١ تموز) وشارك فيه العديد من النشطاء الايزيديين.. واذا كنا لاننسى المجهود الكبير الذي بذله ويبذله البعض منهم في ايصال صرخات ونداءات الشارع الايزيدي ومطالبه الى المحافل الدولية ولكننا يجب ان نضع بعض النقاط على بعض الحروف ونشخص مكامن الخلل لكي يتم الاستفادة منها في المناسبات القادمة..
المؤتمر حمل عنوان أو الأسم التالي: (المؤتمر الدولي حول الوضع الانساني والاقليات الدينية في العراق)، والمتمعن في هذا الاسم ينبغي ان يلاحظ بأن المؤتمر مخصص لتناول القضايا الانسانية للاقليات .. واعتقد بأن المشاركون الايزيديون قد انتبهوا -في وقت متأخر - الى هذه النقطة ، فقد ورد في نهاية بلاغ المشاركين الايزيديين في المؤتمر، مايلي " تجدر الاشارة الى ان الجانب الاوروبي في ختام المؤتمر قد ركز على القضايا الانسانية وأخذ المشاركون الاوروبيون ملاحظات الايزيدية بنظر الاعتبار وبشكل خاص حول موضوع اللاجئين الايزيديين في تركيا الذين حاولوا العبور الى بلغاريا، إضافة الى معاناة المخطوفين والنازحين، .."
فإذا اطٌلعنا على الكلمات التي قرأها بعض المشاركين ونشروها في صفحاتهم على الفيس بوك.. نرى بأن أغلبها إن لم نقل جميعها قد حاولت ضم اكبر قدر ممكن من المطالب.. صحيح بأن كافة تلك المطالب هي مطالب الشارع الايزيدي ولكن هل ان المؤتمر باسمه وعنوانه الآنف الذكر مناسب لطرح ومعالجة وتلبية كافة تلك المطالب !!
كان يجدر بالمشاركين ان يعرفوا طبيعة المؤتمر ويقوموا بصياغة مطالبيهم بصورة محكمة وان يكونوا متفقين فيما بينهم على تلك المطالب، لا أن يقوم كل واحد بصياغة كلمتة حسب رغبته أو رغبة الجهة التي ينتمي اليها، لان المسألة هنا ليست مسألة رأي شخصي يطرحه الكاتب او الباحث الفلاني حسب الافكار التي يتأثر بها، بقدر ما هي مسألة رأي عام أيزيدي وأن يقوم المشارك بنقل مطالب الشارع الايزيدي بكل أمانة واخلاص ودون التحيز الى رأي جهة سياسية معينة، لان المسألة تمس مصير شعب كامل يقارب نفوسه المليون..

هل سينجح الأيزيديون في تأسيس مجلس مستقل لهم!!



ديندار جيجو شيخاني.

قبل أيام طرحت هذا السؤال على صفحتي في الفيس بوك، وقد خمٌنت بأن الجواب عليه سيكون بالنفي لذلك فقد الحقته بأداة استفهام اخرى وهي (لماذا). والسؤال اعلاه كان الغرض منه استبيان آراء الاخرين حول مسألة تأسيس مجلس مستقل خصوصاً وانه يتوارد هذه الايام وربما قبلها ايضاً موضوع تأسيس مجلس ايزيدي أعلى، حيث لايمكن انكار اهمية الاسلوب الاستقصائي في الكتابة الى جانب الاسلوب التحليلي ، لذا فانه لابد من الاشارة الى ان العديد من الاصدقاء قد ابدوا برأئيهم حول هذا الموضوع ولاشك بان تلك الآراء هي محل تقدير واعتبار، ولكن سيكون لنا ايضاً رأينا حول المسألة ونحاول فيه أن نتوخى الحيادية وعدم تبني وجهة نظر جهة سياسية معينة بقدر ما يهمنا الخروج بطريقة وآلية تضمن للايزيديين حقوقهم ومستقبلهم أسوة بباقي العراقيين.
واذا كان الكثيرون متحمسون لإمكانية نجاح مجلس ايزيدي مستقل، بيد ان نظرة الاغلبية كانت متشائمة، ويكمن تلخيص اسبابهم في ذلك بـ: تدخلات اﻻحزاب وقدرتها بفضل امكانياتها الهائلة من التحكم بمصير الايزيديين-  ودور المسؤولين الايزيديين المرتبطين بتلك الاحزاب وتغليبهم لمصالحهم الخاصة على المصلحة الايزيدية وتمٌكن الاحزاب من شراء ذمم هؤلاء بسهولة - عدم تقبل الآخر- ندرة المستقلين وارتباط الطبقة المثقفة والطبقة الدينية بالاحزاب - اضافة الى الدور السلبي للأكاديميين والمهتمين بالشأن الإيزيدي وعدم مبادرتهم الى عقد اجتماع أو مؤتمر طارئ لرسم مستقبل الايزيديين وتحديد الآلية العملية للتعامل مع الواقع مما ترك الساحة للطرف الأخر ليتحكم بمصير الايزيديين.

حاجة الايزيديين الى مجلس خاص بهم:
المعروف بأن تأسيس أي مجلس أو هيئة لابد ان تكون له مستوجبات تحٌتم على افراد المجتمع العمل على تأسيسه، كذلك أهداف وغايات وأغراض يسعى اليها ذلك الكيان، اضافة الى ضرورة تبني آليات معينة لتأسيس ذلك المجلس أو الكيان.
ولايخفى بأن الايزيديون بحاجة الى تأسيس مجلس فعال لهم ليس فقط الآن، بل منذ سقوط النظام في 2003، وإن تلك الفترة الزمنية كانت أعظم فرصة للايزيديين لانشاء مجلس يمثل الايزيديين على كافة  الاصعدة والمجالات وللمطالبة بحقوقهم ولاثبات وجودهم على المستوى العراقي والكوردستاني بكل استقلالية ودون الحاجة الى منٌية من أحد بل لانها حقوق مشروعة لهم شأنهم باقي المكونات الدينية والقومية والمذهبية في العراق وحسب تعدادها وثقلها السياسي.

لماذا لم يتم انشاء مجلس أو كيان أيزيدي حتى الآن؟
رغم حاجة الايزيديين القصوى الى مجلس أو كيان أيزيدي، الا انه لم يحدث هذا الشئ بل حدث تقاعس ولامبالاة وعدم اهتمام من جانب الايزيديين. ولعل هناك جملة اسباب تقف وراء ذلك، اهمها:
- الانفرادية وتبعثر الصوت الايزيدي وعدم وجود هيئة أو مجلس ايزيدي فعلي يجمعهم لتمثيلهم وللتخطيط تحسباً لما ستسير عليه الامور في العراق وخصوصاً بعد ظهور علامات عديدة على أن نظام صدام في طريقه الى الزوال، فقد عقدت قوى المعارضة العراقية العديد من المؤتمرات للخروج بخطة وآلية لادارة عراق ما بعد صدام.
- دخلت بعض مناطق الايزيديين ضمن سلطة حكومة اقليم كوردستان بعد عام 1991، وبعد عام 2003 اصحبت باقي المناطق الايزيدية في العراق محكومة من الناحية الفعلية من قبل الاحزاب الكوردستانية، وبالتالي فقد اصبحت تلك الاحزاب دون غيرها متحكمة ومهتمة بأي شئ يخص التمثيل السياسي للايزيديين، و كانت تلك الاحزاب تنظر دائماً بعين الريبة والشك الى كل تحرك ايزيدي في المجال الحزبي والسياسي، فعلى الرغم من وجود احزاب سياسية كثيرة في الساحة السياسية العراقية والكوردستانية بمختلف اتجاهاتها القومية والدينية والعقائدية  من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، الا إن هذا الشئ كان محرماً على الايزيديين وكان يعتبر ضرباً من ضروب التطرف أو الانفصال عن كوردستان والكوردياتي وغيرها من التهم التي تفصٌلها تلك الاحزاب على مقاس الايزيديين، وبالتالي فقد بذلت تلك الاحزاب كل طاقاتها وامكانيتها لاجهاض اي مشروع ايزيدي لايتم تحت امرتها وتبعيتها، فاصبح قيام كيان ايزيدي ضرباً من الخيال ومجازفة لاتحمد عواقبها.. 
- إنضمام وعمل أبرز النشطاء والمثقفين الايزيديين ضمن الاحزاب السياسية الكوردستانية خصوصاً بعد 1991، وقدرة تلك الاحزاب على شراء ذمم الكثير منهم الذين اصبح همهم  - بشكل فردي وكل واحد من جهته- الحصول على اكبر قدر ممكن من الامتيازات والمناصب الشخصية الجاهزة حتى لو كانت بسيطة أو لاترقى الى مستوى استحقاقات الايزيديين لانهم لم ينظروا الى المسألة باعتبارها إستحقاق أيزيدي بقدر ما كانوا ينظرون اليها كإستحقاق شخصي لهم وانه حصيلة لنضالهم وجهدهم الطويل، وقيام الاحزاب باستعمال كافة الوسائل ومن بينها ضرب الايزيديين بالايزيديين واستعمال اتباعهم هؤلاء لإجهاض اي تجمع او مشروع سياسي أيزيدي مستقل وكأن الايزيدياتي كانت حكراً عليهم يوزعون صكوك الغفران حسب التعليمات التي تأتيهم وما عدا ذلك فانه كفر، ووصل الأمر التي تبادل التهم والتشكيك في صحة وسلامة نوايا أي مشروع ايزيدي آخر.
- الامكانيات والقدرات العالية للاحزاب الكوردستانية وضعف الايزيديين أمام تلك الامكانيات وبالتالي تمكنها من جعل الايزيديين -بشكل أو بآخر- ليرموا بكافة بيضهم في سلة تلك الاحزاب، بحيث وضعت تلك الاحزاب نفسها بأنها الممثل والساهر الوحيد والوصي على الايزيديين ومصالحهم، يمنحون ما يشاؤون ويصادرون ما يشاؤون.